كتاب "لماذا تقتل يا زيد؟" عنوان كتاب مر علىّ زى ما بيمر علينا عشرات أو مئات العنواين من الكتب اللى بنسمع عنها وننساها. فى معرض الكتاب من سنة 2010 لاقيت نفسى بجيب الكتاب وبدور عنه ده غير الشغف الشديد اللى كان فيا وقتها عشان اقرأه. اللى خلانى أروح أجيب الكتاب هو إنى قرأت عنه فى العديد من الصحف منها جريدة المصرى اليوم وجريدة الدستور فاللى شدنى للكتاب يمكن هو أسلوب النشر اللى حصل له.
الكتاب بيروى قصة واقعية عن المقاومة العراقية ضد الإحتلال الأمريكى ده غير إن الكتاب ظل على قائمة أكثر الكتب مبيعا منذ صدوره فى مارس 2008.
من حبى للكتاب حبيت أشاركم مقتطفات منه، لكن قبل ما أعمل كده حابة الأول إنى أنقل لكم من بعض صفحات الكتاب من هو الكاتب والفصول التى تحتويه الكتاب.
الكاتب: يورجن تودينهوفر أو Jurgen Todenhofer
ولد فى 12 نوفمبر 1940 بمدينة أوفنبرج بولاية بادن فرتنبرج بألمانيا. درس تودينهوفر علوم القانون فى جامعة ميونيخ وبون فرايبرج بألمانيا وفى جامعة باريس بقرنسا، ثم حصل على الدكتوراه فى القانون الدولى من جامعة فرايبرج، ويشغل حاليا منصب نائب المدير العام لدار نشر "بوردا" وذلك قبل أن يعمل فيها. كما أنه كان عضوا فى البرلمان الألمانى الاتحادى قبل أن يشغل منصب النائب العام وناطقاً باسم الحزب الديمقراطى المسيحى لشئون التنمية ومراقبة التسلح على مدار 18 عاما.
يعد يورجن تودينهوفر من الكُتّاب الغربيين المنصفين، فلم يتحدث عن القضايا الدولية الكبرى فى كتبه وهو بعيد أو بمنأى عن مسرح الأحداث، كما يفعل جل ساسة وكتاب الغرب الذين تقتصر رؤاهم السياسية على مواقعهم وتبنى سياسات بلادهم، إنما تحمل مشقة السفر ومخاطر الإنتقال إلى بؤر النزاع وزيارة المناطق التى يكتب عنها، لاسيما ممن يمثلون "الطرف الآخر"، الذى يشارك الإعلام الغربى مشاركة فعالة فى تشويه صورته أما الرأى العام الغربى.
من أشهرمؤلفات د. يورجن تودينهوفر كتاب "من يبكى على عبدول وتانيا؟" وكتاب "ضلالات ضد الإرهاب" وكتاب "آندى ومروة .. طفلان جمعتهما الحرب".
يتكون الكتاب من فصلين، بعد التمهيد، مقدمة المترجم، الإهداء، بحثا عن الحقيقة، "من فضلكم أنصتوا لى"، ومدخل، فالفصل الأول وهو الفصل المحورى الذى يتحدث فيه عن مشروعية المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكى مع تبرئتها من الخلط بينها وبين العمليات الإرهابية، حيث يطرح تودينهوفر على القارئ روايات عديدة من مشاهداته المباشرة للمقاومة فى العراق. عرض الكاتب، بشكل روائى بارع الخوف الذى صنعته الإعتداءات والممارسات الأمريكية فى مواقف ومواطن عديدة فى صفحات الكتاب، ولقد تجسد هذا الخوف بصورة واضحة فى رهبة وشخصية المقاوم الشاب "زيد" من الحديث مع الصحفى الألمانى الزائر "تودينهوفر"قبل أن تتوطّد بينهما أسباب الثقة وتقوى أركانها.
أما فى الفصل الثانى فيطرح لنا المؤلف عشر فرضيات، هن من بنات أفكاره، يتخذها أساساً له فى وضع تعريف جامع لمفهوم ظاهرة الإرهاب ويستعرض فى فرضياته العشرة فصولا من دموية الحقبة الإستعمارية على بلاد الإسلام والمسلمين ويستشهد على ذلك بأقوال الغربيين أنفسهم عن تلك المآسى المروعة التى ارتكبت فى حق البشرية باسم الاستعمار.
إن إقامة تودينهوفر القصيرة فى مدينة الرمادى بالعراق وحديثه مع أفراد المقاومة عن قرب جعلته يصيب عين الحقيقة المتمثلة فى تضخيم آلة الإعلام الغربى، وخاصة التقارير العسكرية التى تتوالى علينا من دهاليز وأروقة البنتاجون الأمريكى.
نقلا عن مقدمة المترجم
مقطتفات من الكتاب
المقطتفة الأولى: كان هارون (أخَ زيد) يحمل فى يده اليمنى وردة بيضاء، قطفها عند إسفار الصباح ليقدمها إلى أمه، وبينما كان يسير هارون فى الطريق ألقى السلام على أحد الشباب من الجيران، يدعى "جرير" الذى كان يسير على الجانب الآخر من الشارع، فى تلك اللحظة بالضبط، وما أن تلفظ هارون بكلمة السلام حتى هزت أرجاء الشارع صوت إطلاقة نارية، فقبض هارون على مؤخرة رأسه بكلتا يديه غير مصدق أن الرصاصة أصابته، وجثا على ركبتيه ببطء شديد حتى سقط منكبا بوجهه على التراب، ظل ممدوداً وسط الشارع وقد فارق الحياة ولم يزل ممسكا فى يده اليمنى بالوردة الصغيرة البيضاء، التى كان يريد أن يهديها لأمه.
المقطتفة الثانية: ... لقد فارق كريم (أخَ زيد الثانى) الحياة، وهنا رفع زيد الجثة الهامدة لأخيه الأصغر على ذراعيه فى حذر وحمله إلى سيارة الإطفاء، حيث وضعه فى حنان تام على إحدى المحفات، ثم جلس إلى جانب جثمان أخيه ووضع رأسه على صدره وأخذ يبكى.
المقطتفة الثالثة: ألقت حنان بنفسها على الأنقاض، وحاولت أن ترفع الحجارة وتحدث نقباً، ولكنها أدمت أصابعها دون جدوى، وجلست مرة أخرى باكية صائحة على الأنقاض، التى وارت أطفالها وأحفادها وعائلتها؛ ثم هالت حنان بالتراب على رأسها، وحاولت أن تموت كما ماتت أسرتها، وبعد ساعة من العويل قامت وقد أنهكها التعب وجلبت الأكياس، وجلست مكسورة الخاطر بجوار حائط صغير كان أمام البيت الدممر، وغطت وجهها بغطاء رأسها الأسود، وهكذا ظلت جالسة تبكى وتصرخ حتى الليل.
...أقبل إليها إمام الناحية وسألها أين تريد أن تقضى الليل فأجابته بصوت يكاد لا يسمعه أحد، أنها ستذهب إلى جميل (أسرة أخ حنان الثانى)، وهمَّ الإمام أن يرد عليها، إلا أنه لم ينطق ببنت شفة ثم أعرض عنها، وهو يمسح الدموع من عينيه، وتنفس بعمق، ثم ضغط على قبضة يديه، وتوجه إلى حنان، وهو يحاول أن يحافظ على تماسكه وقال لها: "لا يمكنك أن تذهبى إلى جميل، فقد حلَّ الدمار بالبيت ومات جميع مـَن فيه".
...وظلت حنان فى بيت الإمام، لا تأكل ولا تشرب، مستمرة فى بكائها ونحيبها، وبعد ثلاثة أيام انقطعت عنها الأنفاس فماتت حنان، إذ لم يعد فى إستطاعتها أو فى إرادتها فعل أو تقديم أى شئ.
-------
رأيي المتواضع لكل واحد إنه ينزل يشترى الكتاب لأن الكتاب لا يتكلم عن المقاومة العراقية بس بل يوضح أيضا بعض الغموض ويكشف عن أشياء كثيرة غير مفهومة بتحصل فى العراق ونسمع عنها فى الأخبار بلا إيجاد أى تفسيرات. ده غير إن الفرضيات العشرة بيقدموا حقائق ومعلومات كتيرة عن الحرب ونقاظ إحنا شخصيا - كمسلمين وعرب -ممكن نستخدمها للرد على الغرب.
حوار مع تودنهوفر: لماذا تقتل يا زايد؟
Uploaded by davidou707. - News videos hot off the press.
No comments:
Post a Comment
ياقاريء خطي لا تبكي على موتي
فاليوم أنا معك وغدا في التراب
ويا مارا على قبري لا تعجب من امري
بالأمس كنت معك وغدا أنت معي
أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى
فياليت كل من قرأ خطي دعا لي