Saturday, March 12, 2011

حوار مجلة كلمتنا مع الداعية الأستاذ مصطفى حسنى





هو أحد الدعاة اللى له صوت وتأثير بين كتير من شباب مصر واللى كان من داعمى الثورة من بدايتها، اتكملنا معاه عن مظاهر الثورة اللى أثرت فيه والمستقبل فى تصوره ازاى، وجوانب تانية كتير


ازاى الشباب يحافطوا على ثورتهم ويكملوا الطريق نحو المستقبل؟
السؤال ده مهم جدا فعلا لأن الحفاظ على النجاح أصعب من تحقيقه، فالسؤال اللى بيدور حاليا كيفية الحفاظ على ما يسمى بمكتسبات الثورة، ففى كلمة الآن على الانترنت تتكرر وهى "الشعب يريد أخلاق الميدان" ففى تصورى أن الكلمة دى هى اللى هتحافظ على الثورة، لأن الثورة نجحت لأسباب معينة واللى هيحافظ على استمرار الثورة هى نفس أسباب نجاح الثورة. ففى رأى اللى نجح الثورة هى الوحدة التى لم تكن موجودة من قبل، بمعنى انه تم نبذ الخلاف، فلما حصل إنكار الذات الكل أصبح يهتف للمصلحة العامة وهى مصلحة البلد.


ما هى أكثر مظاهر الثورة اللى شفتها فى التحرير وأثرت فيك؟
عايز أقول أن أنا صدقت أو اكتشفت اننا بنحب مصر، وهى دى أكتر حاجه حلوة شفتها فى التحرير، شفت واحد قلبه بيهتف قبل لسانه، شفت ناس بتخدم الآخرين عشان اللى بيخدموا دول حاسين انهم بيخدموا مصر. أنا شفت بنت شايله تقريبا 20 علبة كشرى، وكل ده عشان تأكل مجموعة من الناس وتخدم مصر. الحاجه التانية اللى شفتها فى التحرير، ان البعض كان يشكك فى رجولة الشباب، بمعنى انه كان لا يمكن الاعتماد عليه، وإنما اتثبت عكس ذلك، فأصبح يعالج المصابين، وده يقف فى مقابل ان أخوه يعد، وحتى إنه مش قادر يستريح فى نومته لأنه ترك مكانه لاخوه المصرى يستريح بدلاً منه.


ازاى ممكن نعمم ثقافة اللجنة الشعبية ؟
عايز اقول ان انا من كام يوم قابلت ولد فى الشارع عنده 13 سنة بيدهن الرصيف، فسألته انت بتعمل كده ليه؟ لأن أنا سألت نفسى ايه اللى غيير الشباب فجأة، فلما سألته ماتوقعتش منه الإجابة الراقية دى، قالى "أنا حسيت ان مصر بقت بتعتى"، فهو ده الحل اللى يخلى الانتماء يزيد لدى المصريين. قبل الثورة النظام القائم كان لا يربى الشباب على الحب والإنتماء للوطن وان خيرها كان علينا كلنا، فبعد نجاح الثورة الشباب بدأ يشعر بإن البلد دى بتعته فأصبح حب التملك موجود، ولما حد يشعر بحب التملك تجاه شئ يتولد لديه المسؤوليه فى إنه يحميها.


ازاى ممكن نعمم ثقافة الاختلاف بشكل يقوم على الاحترام وعدم التخوين؟
أولا لازم ندرك أن أى شئ له نجاحات حتى لو كانت الثورة دى، لازم بيظهر معها بعض السلبيات، عشان واحنا فى مرحلة البناء نتلافى تلك العيوب، فنجاح الثورة أظهر فينا عيب وهو عدم قبول الآخر والعيب ده كان بيظهر قبل الثورة ولكن لم يكن للناس الاستعداد لمعالجتها قبل الثورة. تصورى الشخصى إن أحد أهداف "المصلحيين" فى الفترة القادة هى التربية، وناخد وقتنا لأنها تحتاج إلى وقت ومجهود. ومن الأسباب الآخرى التى أدت إلى الاختلاف هى بعض الناس اللى لم يشاركوا فى الثورة كانوا يتهموا المتظاهرين بأنه تم استدراجهم لأجندات خارجية وكان هذا فى ظل وجود خسائر أو أنا أطلق عليها "مكاسب" فى الأرواح لأنها روح شهيد، فكان الشخص لا يطيق أى اتهامات فى ظل الظروف دى. والعكس صحيح، فبعض من كان فى التحرير يتهم من فى البيوت أنهم يتكاسلون عن أداء الواجب، فيبدأون فى الدفاع عن موقفهم. الطريف أن الطرفين يحبا مصر وغير مصدين أنهما يفعلان شئ يضر الوطن.


حضرتك كداعية بقالك فترة تدعو الناس التخلق بالأخلاق اللى يحبها ربنا، فإيه هى أهم الأخلاقيات اللى تدعو الشباب لها من أجل تطوير مصر مجتمعياً؟
الفترة اللى احنا فيها حالياً هى فترة بناء والبناء يحتاج إلى الإتقان، لذلك فيجب علينا أن نتخلق بخلق الله "المحسن" و "المتقن" وأيضا بخلق الله "الرحيم" لأنها السر الرئيسى للود والترابط والوحدة، لأن إحنا لو جينا نحط ايدنا فى ايد بعض ولم يكون عندنا الرحمة والود هنفترق.


إزاى الفرد ممكن ينسى أى مصلحة شخصية والناس اللى تعرضوا له بالأذى من أجل المصلحة العامة؟
أولا عندما يغير مفهومه تجاه الإصابة وقتها الإحساس بالإهانة أو الظلم سيتعافى، وهى بلا شك تحتاج وقت وجهد كبير لأنها قد تكون عاهة أو نقص، لكن الحقيقة الجرح فى سبيل الوطن، هو جرح فى سبيل الله، والجرح فى سبيل الله هو وسام فما من جرح يأتى يوم القيامة إلا واللون لون الدم والريح ريح المسك، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم. أعلم أن الكثير من الشباب فقد عينيه أو أحدهما، وأقول لهم مع فقدانك لأول نقطة دم نزلت من عينك فتحت لك أبواب الجنة، فالحديث القدسى يقول "إذا ابليت عبدى بحبيبتيه أو إحدى حبيبتيه _ يقصد العين_ ثم صبر لم أجد له جزاء إلا الجنة". أحب أضرب مثال بالشاب جواد اللى ظهر فى العاشرة مساء، فكان شكله حلو مع سؤال الله العافية لأن الفرد لا يسأل الله البلاء إلا أن شكله حلو لأن ده يعتبر وسام على وجهه.


كشخصية عامة قريبة من الشباب، هل شايف أن الدولة تأخرت فى الاستماع إلى الشباب وإلى أحلامهم؟ وازاى ممكن يتم توثيق العلاقة بين الشباب والنظام؟
خلينا أقول ان الحكومة لم تتأخر فى السماع لأحلام الشباب، الحكومة لم تستمع إلى أحلام الشباب أصلا، وأضرب مثال، هل هناك شخصية حكومية قدوة للشباب، أنا شخصياً ماعرفش، وهذا يدل أن فى عدم فهم للحكومة أن أقوى عنصر للأمة هو الشباب. أنا أدعى أن ليا علاقات بمئات الآلاف من الشباب ولم أسمع عن قدوة الشباب يلتف حولها أو يتمنى أن يكون مثله. أما عن كيفية توثيق العلاقة بينهما، أول شئ لازم تدرك الحكومة أن هى والشعب نسيج واحد فى الوطن، يعنى إحنا مش شاغلين عندهم وكذلك هم أيضا مش شاغلين عندنا، لأننا شركاء فى الوطن، أنا كمواطن لى دور والحكومة لها دور، لكن الحكومةلم تعطى فرصة للشعب فى أن يشاركها فى نجاح الوطن، وده ظهر فى الخطابات السابقة، حسيت من خلال تلك الخطابات ان فى لغة تعالى على الشعب وهذه اللغة لو لم تختفى ستظل الفجوة ضخمة ما بين النظام والشعب.


ممكن تكلمنا عن حملة "معاً للتكاتف" التابعة لبنك الطعام؟
الحقيقة أنا واحد من الناس اللى بيحلم لمصر فى الفترة القادمة وازاى كلنا ننهض بالوطن، فبصيت الأول أنا ممكن أدعم وأشارك أى مشروع. احنا _ فريق الأستاذ مصطفى_ قريبا هنفتتح مشروع "عمار الأرض"، وهو مشروع يهتم بنهضة وإنشاء وإحياء جوانب كتير من جوانب حياتنا سواء تعليمية أو خدمية وكيفيةاستغلال طاقة وحماس الشباب، فأنا قلت مع مشروع "عمار الأرض" أنا أحط إيدى فى يد المؤسسات الناجحة اللى بتؤدى دورها بإتقان وليس اسم جمعية خيرية فحسب، ومؤسسة بنك الطعام من أكثر المؤسسات التى تهتم بإيصال الطعام الصالح للمحتاجين فعلياً. فبنك الطعام لديه موارد غذائية كتيرة، لكن محتاجين شباب يعبئ تلك الموارد وشباب يوزعها بالإضافة إلى شباب ينزل يستشكف الأماكن فى البداية، فحبيت أحط ايدى فى ايد مشروع يكون حقاً نافع.


رؤيتك الشخصية لمستقبل مصر شكلها ايه؟ وهل حضرتك متشائم أم متفائل ولماذا؟
أولاً أنا لا أتصور شخص فى مصر متشائم دلوقتى، أنا أتصور أن الكل متفائل، وأى شخص متشائم أطلب منه أن يتوقف الآن لأن التشائم مانفعناش الفترة اللى فاتت، لأن الناس اللى تفائلت هى اللى حركت وغييرت. أنا طبعا متفائل ويزداد تفائلى لما أشوف الشباب بيساهم فى نظافة بلده وكمية الرسائل اللى بتوصل على الموقع أو الصفحة بتعتنا على الفيس بوك. نفسى فى حاجه مهمه جدا فى الفترة اللى جاية، نفسى محدش يستصغر أى شئ بيعمله، يعمل أى شئ حتى لو كان صغير المهم يتعمل بإتقان، فمش شرط تتعمل حاجات عظيمة تتسطر فى التاريخ لكن لن تنجح نهضة هذه البلاد لو استصغرنا أفعالنا، يعنى مش هستصغر إنى أمشى فى الشارع وشى مبتسم و أنشر روح الإيجابية وزى ما النبى صلى الله عليه وسلم قال "لا تحقرن من المعروف شئ ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق".
أنا رؤيتى لمصر فى الفترة القادمة مرتبطة بالتعليم، أنا متصور أن لو الحكومة ورجال الأعمال اللى استثمارتها باالمليارات، ضخت تلك الأموال فى تطوير التعليم، يطلع طالب فاهم مش حافظ، يطلع عنده رأى ورؤيه لنفسه ولمستقبله وإكتشاف الذات من أجل خدمة نفسه ووطنه.


مش قلقان من الثورة المضادة اللى بتحاول تجهض جهود الثورة؟
أنا أتصور إن الشعب أكثر وعياً من أن ينجرف ورا حاجه زى دى، يعنى لما أشوف مسلم ومسيحى جمب بعض، اللى بيساعد المسلم على الوضوء مسيحى، والمسيحى فى أثناء الترانيم واقف جمبه المسلم، ده يدل على أن الشعب وقيادات الشعب المثقفة أكثر وعيا من أن ننجرف فى ما يسمى بالثورة المضادة.


تقول ايه للشعوب العربية اللى بتحاول تنال حريتها؟ وبماذا تنصح الشعب الليبى؟
أقول للشعوب العربية اثبتوا، تونس كانت مثل رائع أحتذت به مصر، والنبى صلى الله عليه وسلم قال "لا تجتمع أمتى على ضلالة"، فمدام اجتمع الشعب على شئ الواحد، فأنا مطمئن أنها مش ضلالة وخاصة أننا بالملايين، فاحتذوا بحذو بعض فى الثبات على المطالب والحكومة الراقية هى اللى تستجيب لمطالب شعبها مش تحاربها. أما الشعب الليبى، ربنا بيطهر أرضه من مرض مستفحل من سنين، لأن الشعوب أيضا اشتركت فى فرعنة حكامها من خلال سكوتها، فلما تيجى تغيير التغيير ده لو ثمن، وعلى قدر سكوتك على قدر المجهود اللى هتعمله عشان تغيره. فأقول للشعب الليبى اثبتوا واستعينوا بالدعاء ولا تخافوا إلا من الله الذى يملك أرواحكم ومصائركم، وإحنا هنا فى مصر بندعلكم ان ربنا يكشف عنكم الغمة ويسمعنا أخبار حلوة عن فرحة الشعب الليبى قريباً.


بعد نجاح الثورة، المواطن فى الشارع لايزال يرى سلوكيات سلبية، ايه هى أفضل الطرق اللى ممكن نحفز الناس من خلالها لمساعدتهم فى التغيير؟
فى حاجه هنا مرتبطه بذاتية الإنسان اسمها الـ Self Initiative أو الدافع الذاتى، بمعنى لما أشوف على مدار عدة أيام كذا واحد ماشى غلط بالعربية، فأصبح إنسان ضعيف الشخصية لو اتغيرت مما يجعل عدم وجود دوافع ذايتة من إنى أغير نفسى، فلازم فى الفترة اللى جاية اللى يحركنا هو حب الوطن والتمسك بمبدأ الذات، فلما أشوف واحد ماشى غلط، أنا مش همشى غلط بس الأقوى من كده إنى أفعل إنتمائى لوطنى وأطلب منه مايعملش كده وفى هذه الحالة هو يحترمنى وأنا احترم نفسى. فرقم واحد إنى لا أتاثر بالسلبية، ورقم اتنين إنى ماستعجلش، لأن ماينفعش فى اللحظة بعد ما كنا ساكتين سنين طويلة ونقلد السلبيات نكون عوزين مصر تنقلب لبلد الملائكة.


كلمة لأهالى الشهداء والمصابين؟
لأهالى الشهداء أقول لهم مبروك، النبى صلى الله عليه وسلم قال إن من مراتب الشهداء أنه يشفع فى سبعين من أهله، لأن حب الوطن من صميم حب الله، وده قانون الفطرة اللى ربنا خلقها فينا. رقم اتنين، انتو حاجه عظيمة أوى لأن الواحد لما يشوفكم بيستلهم منكم الصبر على أى بلاء. صبركم بيلهم الملايين فربنا يصبركم.

أما أهالى المصابين فأيضاً مبروك عليكم هذه الأوسمة اللى ربنا حفظها فى أجسادكم، عشان تفكرنا طول ما إحنا ماشيين نشوف مصاب نفتكر حب الوطن.


يمكن قرأة الحوار من خلال هذا الرابط أيضا:
http://www.kelmetnamag.com/article/3065

إعداد وحوار: ساره محمود
تصوير: ساره محمود

Monday, March 7, 2011

حوار مع كاتب رواية ربع جرام الكاتب عصام يوسف




الكثير منّا وخاصة الشباب سمع عن رواية "ربع جرام" ولمن لم يقرأ تلك الرواية، فهى أول رواية واقعية تتحدث عن عالم المخدرات، والإدمان وكيفية العلاج منه. ومن الجدير بالذكر أن الوراية حصلت على المركز الأول فى قائمة الأعمال الأفضل مبيعاً لدى مكتبات، "فرجين ميجا ستورز"، "ديوان"، و"كتب خان" وصدر منها 25 طبعة، بالإضافة إلى إقامة حفل فى عام 2008 نظمته جامعة الدول العربية إحتفالاً بالرواية نظراً لأهمية الموضوع الذى تتناوله. كاتب الرواية هو عصام يوسف، إبن الكاتب الأديب عبد التواب يوسف، رائد كتابة كتب الأطفال فى مصر والوطن العربى، منها كتاب "عقلة الأصبع" الذى قرأنه فى الصف الخامس الإبتدائى ويُدرس حتى الأن، ووالدته الكاتبة الصحفية نـُتيلة إبرهيم راشد، رئيسة تحرير مجلة سمير على مدار أربعين عام.

اليوم نحاور كاتب الرواية، عصام يوسف، كاشفاً لنا الجديد من أعماله القادمة، فإلى نص الحوار..



1- ممكن نتعرف على حضرتك؟

اسمى عصام عبدالتواب يوسف، مواليد القاهره 21 أكتوبر عام 56، تخرجت فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، جامعة القاهره، متزوج وعندى عمر ولبنى ومريم. كنت أعمل فى مجال التوكيلات للسيارات، بعدها إتجهت إلى حماية البيئة للحد من عوادم السيارات ولكن يمكننى القول أنها كانت محاولة غير ناجحة، فاتجهت أخيراً إلى الإنتاج السينامئى و"ربع جرام"، أعمل حالياً كمدير عام شركة مونتانا ستوديوز للإنتاج السينامئى.



2- والدك الأستاذ عبد التواب يوسف المتخصص فى أدب الأطفال و والدتك الصحفية نـُتيلة إبراهيم راشد ، فهل لذلك أثر عليك كاكاتب الآن وكيف كان ذلك الأثر؟

نعم، فلو لم يكونوا هم كتاب لـَما أستطعت الكتابة لأننى لم أكن أتخيل أننى أستطيع الكتابة، فيبدو أن للجينات أثر على.



3- متى بدأت الإهتمام بالكتابة وكيف كانت البداية؟

منذ بدأى فى مجال الإنتاج السينمائى لأن المجال كله إستهوانى، أما البداية فكانت بشكل بسيط أكثر مما تخيلى، من خلال قلم رصاص و"نوته".



4- كلمنا عن كتاب ربع جرام وما هدفه؟

بداية "ربع جرام" كانت أننى كنت أريد أن أجعله فيلم سينامئى وبعدها قيل لى أنه يجب أن يـُكتب على الورق أولاً، أما هدف الرواية هو أن نعرف الناس ما هى المخدرات وما هو التعاطى، والفرق بينها وبين الإدمان، فكان ضرورى أن أكتب للإطفال وللوالدين، لأن كل مفهومنا للمخدرات هو "أوعى تعمل كده" فى حين هذا هو الذى يجعل الأطفال والشباب يقدمون على المخدرات، فالممنوع مرغوب.



5- الرواية متسوحاه من أحداث حقيقة وأفراد واقعين ، فما هى المدة التى تطلبت كتابة الرواية؟

أكثر من سنه.



6- الكتاب لا يتحدث عن كيفية الوقاية من الإدمان ، بل يتعامل مع المدمن على أنه مريض، فهل المدمن مجرم أم ضحية؟ وكيف يمكن أن نغير نظرة المجتمع تجاه المدمنين؟

هل تعلمين أن أمريكا وأروبا تنظر للمدمن على أنه مريض منذ الخمسينات؟ أما نحن لازالنا نفكر إذا كان المدمن مريض أم مجرم؟ هو مريض مثله كمثل مرضى السكر، ليس مسؤول عن مرضه ولكنه مسؤول عن شفائه، ولهذا أصدرت الرواية من أجل تصحيح مفهوم ونظرة المجتمع تجاه المدمن، على أنه يحتاج للمساعدة والمعالجة والآن أصبحت الحكومة هى الآخرى تعترف بذلك منذ عامين.



7- الكثير منّا لم يسمع عن برنامج "زمالة المدمنين المجهولين" الذى يهتم بمعالجة المدنين، فما هو تفاصيل البرنامج؟

حقيقة الموضوع كبير وفيه الكثير من التفاصيل وكلها مذكورة فى الرواية، ولكن هذا هو موقعهم لمن يريد معرفة المزيد www.naegypt.org



8- من بعض التعليقات الواردة على شبكة الإنترنت هو طول الرواية، فلماذا تعدت الرواية ال600 صفحة؟

بالطبع كثير وأنا مقتنع بذلك ولكن هذا لأن الرواية شاملة، بمعنى هناك جزء للأب والأم، وجزء أخر للطفل، وجزئين أخرين للمدمن والمتعاطى لذلك كان صعب تلخصيها، مع العلم أن عدد صفحات الرواية كان 1500 صفحة وتم التعديل عليها حتى تقصلت إلى الـ 640 صفحة.



9- من بعض الانتقادات الواردة هو الحديث النبوى المكتوب فى صـ571 ، فى حين أن ليس للحديث سند صحيح، فما تعليقك وما هى مصادركم فى الأمور الدينية المذكورة فى الرواية؟

فى الحقيقة أننى لم استخدم أمور دينية كثيرة، وكان عندى إعتقاد أو يقين أنه حديث نبوى كما نعرف جميعاً أن قل هو الله أحد آية قرانية، وعرفت فيما بعد أنه ليس حديث من خلال التعليق الذى وصلنى على "الفيس بوك" وإن كان هذا هو الخطأ الوحيد فى الرواية فأسال الله أن يعفو عنى فيها والله هو الأعلم بنيتى عند كتابتها، مع العلم أن هذا هو ما كتبه "الأب" فى الرواية لإبنه.



10- كيف يمكن توجيه الشباب من أجل الحفاظ على صحتهم ومستقبلهم؟

فى الحقيقة أننى لست من يسدى بالنصائح لأن النصيحة هنا لن تفيد والسبب فى ذلك أن المخدرات "حلوة" ولكن لها أعقاب ضارة جدا لا يمكن حصرها ولذلك أقول للشباب اقرأو الوراية لكى تعلموا حقاً ما هى المخدرات.



11- الرواية تعطى أملا للشباب بأن الشفاء ليس مستحيلا ولكنه صعب، فكيف يمكن تحفيز الشباب المدمن على الاقدام لبرنامج العلاج؟

فى الحقيقة ليس هناك وسيلة يمكن استخدامها لتحفيز الشباب على ذلك، والسبب فى ذلك لأنهم لا يستمعون إلى أحد وهم يتعاطون، لذلك أفضل شئ هو أن تتفاعل معهم وأن تشعرهم بأنك تشعر بهم.



12- من بعض الآراء الورادة عن الرواية هو أن مادم بطل الرواية لم يجد الحل الكامل فى الوازع الدينى الفطرى، فهنا قد يراه البعض أنه وسيلة تدعو للتخلى عن الثوابت؟

لنفترض أنه يهودى أو مسيحى أو ملحد؟ كل هذا لا يهمنى لأننا فى النهاية نتحدث عن بنى أدم ولن اُدخل الدين فى الموضوع لأن هذا لا يخصنى لأن فى النهاية كل فرد سيحاسب بأعماله، وكان هذا قصدى أن لا أجعل الحل فى ممارسة الشعائر الدينية. فبادرناه سائلين أنه من الطبيعى أن يلجأ الفرد إلى ربه عندما يكون فى حاجة إليه؟ فقال: نعم، يجب أن يلجأ الفرد إلى ربه بالترتيب وأخذ خطوات ببطئ دون إستعجال مع الأخذ بالأسباب، يعنى ليس معنى أن الشخص سحب السجادة وذهب يصلى فهذا سيمنعه عن التعاطى.


13- هل هناك ربط بين بعض أجزاء الرواية وبين عمل والدك كرائد كتاية كتب الأطفال و والدتك كرئيسة تحرير لمجلة سمير؟ بمعنى فى بعض أجزاء الرواية تجنبت ذكر أى ألفاظ غير لائقة واستبدلتها بنقاط مما يجعلها صالحة لكل الأعمار، فهل كانت مصادفة أم انك أدركت ذلك وتنجنبت الوقوع فى فخ الإبتذال؟

أمى هى من نصحتنى بذلك، وقالت لى إن وضعت تلك الألفاظ فلن أعطى فرصة للأسرة أن يقرأو الرواية مع أبناءهم، وإن وضعت النقط فسنعطى الفرصة للأم أن تناقش أولادها فى الوراية.



14- لماذا مزجت بين اللغة الفصحى والعامية فى كتابة الرواية؟

حقيقة أريد أن أتكلم بصراحة، بمعنى أن اللغة العربية التى استخدمتها فى الوراية هو أقصى ما يمكننى كتابته فى اللغة العربية، لأننا كجيل لم نتعلم اللغة بشكل صحيح والجيل القادم سيكون أسوأ، فكان يجب أن أكتب بهذا الشكل لأن هذه هى حدود أمكنياتى أولاً، وثانياً، من أجل جعل القرأة سهلة، فلو كنت استخدمت اللغة التى يكتب بها الأدباء الكبار ما كان للقارئ أن يفهمها.


15- الكتاب سيحول قريباً إلى فيلم سينمائى ، فحدثنا قليلاً عن هذا الفيلم وإلى أين وصل التحضير له؟

تم الإنتهاء من السيناريو وإختيار الأبطال ولكنهم غير معروفين سواء شباب أو كبار، ولم يبقى سوى التصوير الذى سيبدأ فى نهاية يناير 2011 وسيتم تصويره فى 3 أشهر تقريباً، وبعدها سنقوم بمهرجانات. أما موعد نزول الفيلم فسيكون فى أجازة "الكريسماس" القادم.



16- لك قصص قصيرة أخرى تحت الطبع ، فما هى تلك القصص وهل اتجاها مختلف عن إتجاه الرواية؟

فى الحقيقة، أعمل الآن على 5 روايات فى نفس الوقت، وكل رواية لها إتجاه مختلف عن الآخر، الرواية الاولى اسمها "37" وهى الجزء الثانى من "ربع جرام"، الرواية الثانية رومانسية "قصر البارون"، والرواية الثالثة كومدية تحمل اسم "العضو المنتدب"، والرواية الرابعة مثيرة أو "ساسبنس" باسم "إتنين ضباط"، أما الرواية الأخيرة هى "ذهاب وعودة" وسيكون عدد صفحات الروايات ما بين الـ 300 والـ 400.



17- ما هى قصة وسيناريو "ذهاب وعودة"؟ وهل سيتم إنتاجه على شكل فيلم أم مسلسل؟

أفضل عدم الإعلان عنه الآن فلكل شئ وقته.



18- قمت بتغير الأسماء والتواريخ والأماكن من أجل الحفاظ على "مجهولية" هؤلاء الأشخاص كما ذكرت ، والأجدر بنا أن نتسأل هل نعالج الشباب المدمن أم نتجنب حدوث الكارثة من البداية؟

أقول لهم اقرأ الرواية لأن غير ذلك لن نستطيع فعل لهم شئ لأنهم لا يستموعن لأحد، ولذلك من يقرأ عن هذا عالم يستطيع التعامل معاهم، ومن هنا أعطينا فرصة للأم والإبن أن يقرأو الكتاب، وكل هذا أفضل من أن نعلن عن ألعاب فى النوادى أو إلصاق الـ"بوسترات". فسألناه عن حملة "حماية" التى قام بها الدكتور عمرو خالد منذ ما يقرب من 4 أعوام، فقال: لا، أنا لا أحكم على أحد بل أرى أنه إذا كان هناك فرد واحد فقط توقف عن التعاطى نتيجة جهوده فهذا يعد نجاح له، ولكن ما قصدته أنه كان يمكن توظيفه بشكل أفضل من خلال الإستعانه بأفراد ذو خبرة من أجل أن يتجه بالـ"كارزميا" التى يمتلكها وبمجهوده وعلاقته والشباب الذين يلتفون حوله من أجل جعل الحملة تستمر لفترة أطول ونتائج مضعفة.



19- للمجتمع والأسرة دور فى الحفاظ على الشباب وتجنب وقوعهم فى بؤرة الخطر ، ففى رأيك كيف يمكن تفعيل دورهما؟

من خلال الإعلام وأن يقدم شئ ذو قيمّة، يجب أن يكون الإعلام على وعى ودراية بتفاصيل المشكلة من أجل مناقشتها بشكل صحيح ومن ثمّ المساهمة فى حلها.



20- ما الفرق بين السيجارة والحشيش وهل يمكن أن تكون السيجارة بداية للوقوع فى طريق المخدرات؟

فى رأيى أن كل إنسان مدمن لشئ معين، بمعنى الإدمان ليس من الضرورى أن يكون مخدرات فحسب، هناك فرد قد يكون مدمن للكوتشينه، أو أبسط شئ، الكورة، ففى حياة كل فرد هناك شئ معين يحبه بشكل إدمانى بحيث أنه يسيطر عليه، لذلك هناك بعض الأشياء التى قد يدمنها الفرد ولكنها مؤذية. السيجارة تسهل على الفرد "المؤمرية"، بمعنى إن كنت تشرب سيجاة فلماذا لا تشرب تلك السيجاة "الملفوفة"؟ فهناك سهولة فى الإقناع بتلك الأمور والسيجارة قد تكون باب لذلك.



21- لمذا "يحشش" الشاب، بمعنى ما الشعور الذى يمتلكهم يجعلم يكملون فى هذا الطريق؟

قال ضاحكاً: لأن الحشيش حلو! الفكرة فى أن هناك عوامل مساعدة، بمعنى واحد يريد أن "ينبسط" أكثر هو وأصدقائه فيحاولون إكتشاف ما هو الحشيش أو الرغبة فى خوض مغامرة جديدة، قد يكون أيضاً ضغوط من الأصدقاء، ولكن فى الناهية هو مدمر للفرد بلا شك.



22- فى أحد البرامج الحوارية ذكرت عن وضع خطة استراتيجية كاملة تسهم فى القضاء على المخدرات فى مصر، فما جديدك فيما يتعلق بهذا؟

إن شاء الله الإستراتيجية كاملة تنزل مباشرة بعد الفيلم وهى تتلخص فى تكاتف جميع مؤسسات الدولة لمواجهة هذا الموضوع، بداء من وزارة الداخيلة مرورا بوزارة العدل والتضامن الإجتماعى نهاية بالإعلام، لأن لا يوجد فرد ينجح بمفرده وهى جمعية لا تهدف إلى الربح. الفترة الزمنية لوضع تلك الإستراتيجية كانت ما يقرب من العامين.



23- هل المخدرات بيكون لها سن معين بين الشباب والفتيات ، أم أن الأطفال وراد أنهم أيضا أن يتعاطوا المخدرات؟

يمكن القول أن السن التقريبى الذى يبدأ فيه الشباب بالتعاطى يكون من بداية الـ 11 عام، وأصبح الفتيات الآن يشاركون الشباب فى كل شئ حتى المخدرات للأسف.



24- حدثنا عن أغرب قصة رأيتها من أحد الشباب المدمنين؟
ماذا يوجد أكثر من ذلك بعد رواية تجاوزت الـ 600 صفحة؟ الفيلم يحتوى على الكثير من المشاهد القاسية، ولذلك الفيلم يركز على كل أشخاص الرواية وليس البطل فحسب.


ملحوظة: الحوار تم إجرائه فى أواخر ديمسبر2010


إعداد وحوار: ساره محمود

Tuesday, March 1, 2011

12 فبراير.. أول يوم حرية من قلب ميدان التحرير

بعد خطاب تنحى الرئيس، الناس كلها نزلت الشارع تعبر عن فرحتها.. منهم من احتفل بسماع الأغانى الوطنية، ومنهم من كان احتفل بالدعاء والصلاة، منهم من احتفل بتنظيف الميدان والشوارع المجاورة، ومنهم من كان احتفل برسم صور تعبيرية وكاريكاتورية، ومنهم من كان يحتفل مع أرواح الشهداء، فيقرأون لهم الفاتحة ويكتبون أسماءهم على لوحة كبيرة تحتوى أسماء 200 شهيد على الأقل..




قابلنا عم حسن عبد الرحيم، عامل نظافة، وكان راكب عربية "الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة"، عم ياسر قال لنا "الحمد لله إننا انتقلنا من عهد مظلم إلى عهد مليان نور وحرية وكرامة، ومن البداية كنّا من مؤيدى الثورة"، وعن الخطوة القادمة اللي لازم ياخدها الشعب قال "لازم مطالب الشعب تتحقق كاملة فى حل مجلس "التزوير" وليس مجلسى الشعب والشورى، حتى يحكم الشعب نفسه"، وعن رأيه فى شباب الثورة، قال "شكرا إنكم حققتم هذا النصر ولكن المرحلة المقبلة أشد خطورة وصعوبة من المرحلة السابقة، خليكوا بنفس الروح والتعاون فى كل مجالات العمل، لأن ده هيكون بداية الثورة ونقطف ثمارها من الكرامة والعزة التي فقدنها كثيرًا".




وبعد عم حسن، قابلنا الطفلة سلمى اللي في 6 ابتدائي، وقالت لنا "أنا حاسة إنى فرحانة لأن خلاص مش هيكون فيه سرقة أو فلوس ناس بتتاخد ظلم". شفنا عم إبراهيم اللي عنده 60 سنة، كان قاعد في وسط الميدان بيبيع أعلام مصر، قال لنا إنه هنا فى الميدان بيسترزق عشان أولاده، وكان أغلب كلامه مصحوب بكلمة الحمد لله، و "إن شاء الله العملية تتصلح".




وقبل المغرب بشوية لقينا زرعة كبيرة فى طريق مخيمات الميدان، فى الأول افتكرناها من أجل تزيين الميدان فقط، ولكن بعد ما اتكلمنا مع صاحبها، أحمد عادلى، قال لنا حاجه تانية خالص، "أنا لقيت الزرعة دى فى مكان حوالين الميدان فى وسط مجارى، فهل الأفضل إنها تبوظ وتترمى، ولا ننظفها ونحطها عند صور الشهداء؟" وعن الأسباب اللي دفعته لده، قال إن "مفيش محل ورد قريب هنا أجيب لهم ورد" وقال في النهاية بقلب حزين "ربنا سبحانه وتعالى يرحمهم بس حقهم رجع لهم".




عند أكبر لوحة تحمل أسامى الشباب الشهداء، اتكلمنا مع إسلام على الصافطي، اللي كان بيكتب أساميهم، سألناه الموضوع بدأ واتنفذ إزاى؟ قال لنا "إحنا كل يوم بالليل نعمل تجمعات وحلقات عشان نقترح على بعض أفكار، وأهالي الشهداء بيجوا يقعدوا معانا عشان نقرر إزاى هنكرمهم في الميدان اللي استشهدوا فيه، بنجيب صورهم وفريق الفوتوشوب مسئول عن إنه يزيّن الصور"، وعن الفترة اللي أخدتها اللوحة قال "ما أعتقدش إنها أخدت فترة كبيرة لأن إحنا مجموعات، فيه ناس مسئولة عن تجميع المعلومات، وناس تانية مسئولة عن عملها، وعن تعليقها". وعن كيفية معرفة أسامي الشهداء، قال إسلام "بيجيبوا صور ليهم قبل وبعد الوفاة، وبيكونوا معروفين ومتكرمين فى البلد بتاعتهم، لأن المكتوبين من مصر كلها".




وعندما كاد الليل يسدل ستائره على الميدان، شفنا مجموعة شباب وبنات عاملين دروع بشرية، ولما سألنا مريم عبد الرحيم قالت: "عشان الشباب اتطوعوا وجابوا دهانات من مالهم الخاص، ودهنوا الرصيف، فلازم نعمل درع عشان نمنع الناس من المرور على الرصيف لحد ما ينشف، وكل ده عشان نورّى الناس إننا بنحافظ على بلدنا"، أما مها فقالت: "أنا حاسة بالفخر والنصر، وبقول للشهداء إنكم بدمائكم الطاهرة حررتوا البلد، وإحنا بعرقنا هنبنيها".







Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
 

Designed By Blogs Gone Wild!