تهاجر الطيور لأسباب عدة ولكنها تعود إلى موطنها مع نهاية كل عام ، ولكن هناك أشخاص يهاجرون بلا عودة ، فكم تكون الحياة صعبة عندما يهجرنا أحباب القلوب ورفقاء الدروب؟
سؤال يزلزل عقلى زلزلاً شديداً كلما تذكرت أعز الأشخاص بعدما هجرونى وجعلونى فى خبر كان ، سؤال يهز جدران قلبي كلما تذكرت أسعد الأوقات معهم والتى حتماً لن تتكر ، كيف تتكر وهم أيضاً أصبحوا الآن فى خبر كان؟
يُقال لى دوماً أن الحياة بلا متعاب تكون حياة ناقصة ، ولكن ما أصعبها من حياة حينما نفتقد من هم كانوا يهونون علينا متاعب وأشواك الحياة؟ تمنيتُ لو أننى تلك الشخصية التى لا تبكى آبداً ولا يزرف لها دمع مطلقاً وأن أكون تلك الشخصية التى تبتسم دوما وتتفائل كل يوم مع سطوع شمس يوم جديد. تمنيتُ ذلك لكى أنسى أحزانى ، لكى أطوى صفحات ملطخة بالدمع والآه من كتاب حياتى.
أفتقد بحرارة أشخاص أحبهم ولكنهم إختفوا ، إختفوا كما تختفى آثار الأقدام فى الرمال الصفراء بالصحراء الجرداء ، افتقدهم بلوعة وكلما تذكرتهم أشعر بأن قلبي يخفق لكى يراهم ولو حتى من بعيد دون التحدث إليهم ، وتظل نفسى الضعيفة المستكينة تحدثنى .. يا ترى هل لهم عذر؟ يا ترى هل أسال عنهم؟ يا ترى هل هم بخير؟ فى أغلب الأوقات أحاول أن أجعل عقلى يطغى على قلبي وألا أسال عنهم طالما هم مصممين على هجرانى ، وأساعد عقلى على ذلك من خلال إستدعاء بقايا ذكريات غير جيدة ومؤلمة مررنا بها ، بهذا عقلى هو من يتحكم فى تصرفاتى ولكن ..ما أضعفه قلبي مجرد إذا علم بأنهم ليسوا بخير ، حينها يختفى العقل تماماً ولا يبقى سوى القلب المشتاق الملهوف لكى يطمئن عليهم ولو حتى بلغة العيون ، لغة العيون التى لا يفهمها سوى كل صديقان جمعهما القدر فى أوقات الفرح وألقى بهم الموج فى أوقات الحزن.
أتمنى لو أن يعود الزمن بى إلى الوراء ، ليس فقط لكى أنسى جرحهم لى بل ايضاً لكى يتكرر هذا اليوم السعيد معهم وأنا فى غاية النشوة.
لــيــتــهــم يــعــودو أو لــيــت الــزمــن يــعــود!!
No comments:
Post a Comment
ياقاريء خطي لا تبكي على موتي
فاليوم أنا معك وغدا في التراب
ويا مارا على قبري لا تعجب من امري
بالأمس كنت معك وغدا أنت معي
أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى
فياليت كل من قرأ خطي دعا لي