ازاى الشباب يحافطوا على ثورتهم ويكملوا الطريق نحو المستقبل؟
السؤال ده مهم جدا فعلا لأن الحفاظ على النجاح أصعب من تحقيقه، فالسؤال اللى بيدور حاليا كيفية الحفاظ على ما يسمى بمكتسبات الثورة، ففى كلمة الآن على الانترنت تتكرر وهى "الشعب يريد أخلاق الميدان" ففى تصورى أن الكلمة دى هى اللى هتحافظ على الثورة، لأن الثورة نجحت لأسباب معينة واللى هيحافظ على استمرار الثورة هى نفس أسباب نجاح الثورة. ففى رأى اللى نجح الثورة هى الوحدة التى لم تكن موجودة من قبل، بمعنى انه تم نبذ الخلاف، فلما حصل إنكار الذات الكل أصبح يهتف للمصلحة العامة وهى مصلحة البلد.
ما هى أكثر مظاهر الثورة اللى شفتها فى التحرير وأثرت فيك؟
عايز أقول أن أنا صدقت أو اكتشفت اننا بنحب مصر، وهى دى أكتر حاجه حلوة شفتها فى التحرير، شفت واحد قلبه بيهتف قبل لسانه، شفت ناس بتخدم الآخرين عشان اللى بيخدموا دول حاسين انهم بيخدموا مصر. أنا شفت بنت شايله تقريبا 20 علبة كشرى، وكل ده عشان تأكل مجموعة من الناس وتخدم مصر. الحاجه التانية اللى شفتها فى التحرير، ان البعض كان يشكك فى رجولة الشباب، بمعنى انه كان لا يمكن الاعتماد عليه، وإنما اتثبت عكس ذلك، فأصبح يعالج المصابين، وده يقف فى مقابل ان أخوه يعد، وحتى إنه مش قادر يستريح فى نومته لأنه ترك مكانه لاخوه المصرى يستريح بدلاً منه.
ازاى ممكن نعمم ثقافة اللجنة الشعبية ؟
عايز اقول ان انا من كام يوم قابلت ولد فى الشارع عنده 13 سنة بيدهن الرصيف، فسألته انت بتعمل كده ليه؟ لأن أنا سألت نفسى ايه اللى غيير الشباب فجأة، فلما سألته ماتوقعتش منه الإجابة الراقية دى، قالى "أنا حسيت ان مصر بقت بتعتى"، فهو ده الحل اللى يخلى الانتماء يزيد لدى المصريين. قبل الثورة النظام القائم كان لا يربى الشباب على الحب والإنتماء للوطن وان خيرها كان علينا كلنا، فبعد نجاح الثورة الشباب بدأ يشعر بإن البلد دى بتعته فأصبح حب التملك موجود، ولما حد يشعر بحب التملك تجاه شئ يتولد لديه المسؤوليه فى إنه يحميها.
ازاى ممكن نعمم ثقافة الاختلاف بشكل يقوم على الاحترام وعدم التخوين؟
أولا لازم ندرك أن أى شئ له نجاحات حتى لو كانت الثورة دى، لازم بيظهر معها بعض السلبيات، عشان واحنا فى مرحلة البناء نتلافى تلك العيوب، فنجاح الثورة أظهر فينا عيب وهو عدم قبول الآخر والعيب ده كان بيظهر قبل الثورة ولكن لم يكن للناس الاستعداد لمعالجتها قبل الثورة. تصورى الشخصى إن أحد أهداف "المصلحيين" فى الفترة القادة هى التربية، وناخد وقتنا لأنها تحتاج إلى وقت ومجهود. ومن الأسباب الآخرى التى أدت إلى الاختلاف هى بعض الناس اللى لم يشاركوا فى الثورة كانوا يتهموا المتظاهرين بأنه تم استدراجهم لأجندات خارجية وكان هذا فى ظل وجود خسائر أو أنا أطلق عليها "مكاسب" فى الأرواح لأنها روح شهيد، فكان الشخص لا يطيق أى اتهامات فى ظل الظروف دى. والعكس صحيح، فبعض من كان فى التحرير يتهم من فى البيوت أنهم يتكاسلون عن أداء الواجب، فيبدأون فى الدفاع عن موقفهم. الطريف أن الطرفين يحبا مصر وغير مصدين أنهما يفعلان شئ يضر الوطن.
حضرتك كداعية بقالك فترة تدعو الناس التخلق بالأخلاق اللى يحبها ربنا، فإيه هى أهم الأخلاقيات اللى تدعو الشباب لها من أجل تطوير مصر مجتمعياً؟
الفترة اللى احنا فيها حالياً هى فترة بناء والبناء يحتاج إلى الإتقان، لذلك فيجب علينا أن نتخلق بخلق الله "المحسن" و "المتقن" وأيضا بخلق الله "الرحيم" لأنها السر الرئيسى للود والترابط والوحدة، لأن إحنا لو جينا نحط ايدنا فى ايد بعض ولم يكون عندنا الرحمة والود هنفترق.
إزاى الفرد ممكن ينسى أى مصلحة شخصية والناس اللى تعرضوا له بالأذى من أجل المصلحة العامة؟
أولا عندما يغير مفهومه تجاه الإصابة وقتها الإحساس بالإهانة أو الظلم سيتعافى، وهى بلا شك تحتاج وقت وجهد كبير لأنها قد تكون عاهة أو نقص، لكن الحقيقة الجرح فى سبيل الوطن، هو جرح فى سبيل الله، والجرح فى سبيل الله هو وسام فما من جرح يأتى يوم القيامة إلا واللون لون الدم والريح ريح المسك، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم. أعلم أن الكثير من الشباب فقد عينيه أو أحدهما، وأقول لهم مع فقدانك لأول نقطة دم نزلت من عينك فتحت لك أبواب الجنة، فالحديث القدسى يقول "إذا ابليت عبدى بحبيبتيه أو إحدى حبيبتيه _ يقصد العين_ ثم صبر لم أجد له جزاء إلا الجنة". أحب أضرب مثال بالشاب جواد اللى ظهر فى العاشرة مساء، فكان شكله حلو مع سؤال الله العافية لأن الفرد لا يسأل الله البلاء إلا أن شكله حلو لأن ده يعتبر وسام على وجهه.
كشخصية عامة قريبة من الشباب، هل شايف أن الدولة تأخرت فى الاستماع إلى الشباب وإلى أحلامهم؟ وازاى ممكن يتم توثيق العلاقة بين الشباب والنظام؟
خلينا أقول ان الحكومة لم تتأخر فى السماع لأحلام الشباب، الحكومة لم تستمع إلى أحلام الشباب أصلا، وأضرب مثال، هل هناك شخصية حكومية قدوة للشباب، أنا شخصياً ماعرفش، وهذا يدل أن فى عدم فهم للحكومة أن أقوى عنصر للأمة هو الشباب. أنا أدعى أن ليا علاقات بمئات الآلاف من الشباب ولم أسمع عن قدوة الشباب يلتف حولها أو يتمنى أن يكون مثله. أما عن كيفية توثيق العلاقة بينهما، أول شئ لازم تدرك الحكومة أن هى والشعب نسيج واحد فى الوطن، يعنى إحنا مش شاغلين عندهم وكذلك هم أيضا مش شاغلين عندنا، لأننا شركاء فى الوطن، أنا كمواطن لى دور والحكومة لها دور، لكن الحكومةلم تعطى فرصة للشعب فى أن يشاركها فى نجاح الوطن، وده ظهر فى الخطابات السابقة، حسيت من خلال تلك الخطابات ان فى لغة تعالى على الشعب وهذه اللغة لو لم تختفى ستظل الفجوة ضخمة ما بين النظام والشعب.
ممكن تكلمنا عن حملة "معاً للتكاتف" التابعة لبنك الطعام؟
الحقيقة أنا واحد من الناس اللى بيحلم لمصر فى الفترة القادمة وازاى كلنا ننهض بالوطن، فبصيت الأول أنا ممكن أدعم وأشارك أى مشروع. احنا _ فريق الأستاذ مصطفى_ قريبا هنفتتح مشروع "عمار الأرض"، وهو مشروع يهتم بنهضة وإنشاء وإحياء جوانب كتير من جوانب حياتنا سواء تعليمية أو خدمية وكيفيةاستغلال طاقة وحماس الشباب، فأنا قلت مع مشروع "عمار الأرض" أنا أحط إيدى فى يد المؤسسات الناجحة اللى بتؤدى دورها بإتقان وليس اسم جمعية خيرية فحسب، ومؤسسة بنك الطعام من أكثر المؤسسات التى تهتم بإيصال الطعام الصالح للمحتاجين فعلياً. فبنك الطعام لديه موارد غذائية كتيرة، لكن محتاجين شباب يعبئ تلك الموارد وشباب يوزعها بالإضافة إلى شباب ينزل يستشكف الأماكن فى البداية، فحبيت أحط ايدى فى ايد مشروع يكون حقاً نافع.
رؤيتك الشخصية لمستقبل مصر شكلها ايه؟ وهل حضرتك متشائم أم متفائل ولماذا؟
أولاً أنا لا أتصور شخص فى مصر متشائم دلوقتى، أنا أتصور أن الكل متفائل، وأى شخص متشائم أطلب منه أن يتوقف الآن لأن التشائم مانفعناش الفترة اللى فاتت، لأن الناس اللى تفائلت هى اللى حركت وغييرت. أنا طبعا متفائل ويزداد تفائلى لما أشوف الشباب بيساهم فى نظافة بلده وكمية الرسائل اللى بتوصل على الموقع أو الصفحة بتعتنا على الفيس بوك. نفسى فى حاجه مهمه جدا فى الفترة اللى جاية، نفسى محدش يستصغر أى شئ بيعمله، يعمل أى شئ حتى لو كان صغير المهم يتعمل بإتقان، فمش شرط تتعمل حاجات عظيمة تتسطر فى التاريخ لكن لن تنجح نهضة هذه البلاد لو استصغرنا أفعالنا، يعنى مش هستصغر إنى أمشى فى الشارع وشى مبتسم و أنشر روح الإيجابية وزى ما النبى صلى الله عليه وسلم قال "لا تحقرن من المعروف شئ ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق".
أنا رؤيتى لمصر فى الفترة القادمة مرتبطة بالتعليم، أنا متصور أن لو الحكومة ورجال الأعمال اللى استثمارتها باالمليارات، ضخت تلك الأموال فى تطوير التعليم، يطلع طالب فاهم مش حافظ، يطلع عنده رأى ورؤيه لنفسه ولمستقبله وإكتشاف الذات من أجل خدمة نفسه ووطنه.
مش قلقان من الثورة المضادة اللى بتحاول تجهض جهود الثورة؟
أنا أتصور إن الشعب أكثر وعياً من أن ينجرف ورا حاجه زى دى، يعنى لما أشوف مسلم ومسيحى جمب بعض، اللى بيساعد المسلم على الوضوء مسيحى، والمسيحى فى أثناء الترانيم واقف جمبه المسلم، ده يدل على أن الشعب وقيادات الشعب المثقفة أكثر وعيا من أن ننجرف فى ما يسمى بالثورة المضادة.
تقول ايه للشعوب العربية اللى بتحاول تنال حريتها؟ وبماذا تنصح الشعب الليبى؟
أقول للشعوب العربية اثبتوا، تونس كانت مثل رائع أحتذت به مصر، والنبى صلى الله عليه وسلم قال "لا تجتمع أمتى على ضلالة"، فمدام اجتمع الشعب على شئ الواحد، فأنا مطمئن أنها مش ضلالة وخاصة أننا بالملايين، فاحتذوا بحذو بعض فى الثبات على المطالب والحكومة الراقية هى اللى تستجيب لمطالب شعبها مش تحاربها. أما الشعب الليبى، ربنا بيطهر أرضه من مرض مستفحل من سنين، لأن الشعوب أيضا اشتركت فى فرعنة حكامها من خلال سكوتها، فلما تيجى تغيير التغيير ده لو ثمن، وعلى قدر سكوتك على قدر المجهود اللى هتعمله عشان تغيره. فأقول للشعب الليبى اثبتوا واستعينوا بالدعاء ولا تخافوا إلا من الله الذى يملك أرواحكم ومصائركم، وإحنا هنا فى مصر بندعلكم ان ربنا يكشف عنكم الغمة ويسمعنا أخبار حلوة عن فرحة الشعب الليبى قريباً.
بعد نجاح الثورة، المواطن فى الشارع لايزال يرى سلوكيات سلبية، ايه هى أفضل الطرق اللى ممكن نحفز الناس من خلالها لمساعدتهم فى التغيير؟
فى حاجه هنا مرتبطه بذاتية الإنسان اسمها الـ Self Initiative أو الدافع الذاتى، بمعنى لما أشوف على مدار عدة أيام كذا واحد ماشى غلط بالعربية، فأصبح إنسان ضعيف الشخصية لو اتغيرت مما يجعل عدم وجود دوافع ذايتة من إنى أغير نفسى، فلازم فى الفترة اللى جاية اللى يحركنا هو حب الوطن والتمسك بمبدأ الذات، فلما أشوف واحد ماشى غلط، أنا مش همشى غلط بس الأقوى من كده إنى أفعل إنتمائى لوطنى وأطلب منه مايعملش كده وفى هذه الحالة هو يحترمنى وأنا احترم نفسى. فرقم واحد إنى لا أتاثر بالسلبية، ورقم اتنين إنى ماستعجلش، لأن ماينفعش فى اللحظة بعد ما كنا ساكتين سنين طويلة ونقلد السلبيات نكون عوزين مصر تنقلب لبلد الملائكة.
كلمة لأهالى الشهداء والمصابين؟
لأهالى الشهداء أقول لهم مبروك، النبى صلى الله عليه وسلم قال إن من مراتب الشهداء أنه يشفع فى سبعين من أهله، لأن حب الوطن من صميم حب الله، وده قانون الفطرة اللى ربنا خلقها فينا. رقم اتنين، انتو حاجه عظيمة أوى لأن الواحد لما يشوفكم بيستلهم منكم الصبر على أى بلاء. صبركم بيلهم الملايين فربنا يصبركم.
أما أهالى المصابين فأيضاً مبروك عليكم هذه الأوسمة اللى ربنا حفظها فى أجسادكم، عشان تفكرنا طول ما إحنا ماشيين نشوف مصاب نفتكر حب الوطن.
تصوير: ساره محمود