المشاعر والأحاسيس جوايا متلغبطة على الآخر، خاصة لما الموضوع يكون عن شهداء الثورة اللى شالوا أرواحهم علىأكتافهم عشان يجى اليوم وأكتب الكلام ده..
مش عارفه أمسك الموضوع من أوله وعشان كده هكتب بعفوية خالص. الشباب اللى استشهدوا دول صورهم لا تفارقعينى، وتقريباً بنام كل يوم وأنا بفكر فيهم أعتقد لدرجة إنها وصلت إنى أشوفهم فى الأحلام. يا ترى لو كل واحد فينا شافهم فى حلمه، هيقولهم إيه؟ أنا شخصياً هكون ضعيفة وعاجزة عن الرد، إلا بجملة واحدة، كان نفسى أوى أكون معاكم!!
أيوة، كان نفسى أكون معاهم، مين فينا مايتمنّاش إن روحه تروح فدى بلاده وفى الآخر ينال الشهادة؟ كان نفسى أحصلهم عشان أقول لهم إحنا مش هننساكم أبداً، إحنا نلنّا حريتنا بفضلكم. إنتوا مش رمز لينا وبس، إنتوا وسام فخر على صدورنا.. وفى الوقت اللى نكون فيه بنفتخر بيكم وراسنا لفوق، هنكون فى نفس الوقت شايلين هموم ثقيلة كحمل الجبال على صدورنا، عشان نفضل نحافظ على دمائكم الطاهرة اللى نزفت من أجلنا، وعلشان نفضل شايفين أرواحكم الصافية وهى بتطوف حولينا.. وفى كل صباح تصبحوا علينا.. وتقولولنا حريتنا نلنّاها بإيدينا. همّا استعانوا بيك يارب وقالوا "اللهم أنت القوى فأعنّا بقوتك" حتى أصبحت قوتهم باستشهادهم.
بتخيل كم الشهداء اللى استشهدوا سواء من الشرطة أو من الشباب، بتخيل إحساسهم إيه بعد ما بلدنا باقت حرة؟ بتخيل همّا عوزين يقوللنا إيه؟ وياترى مشاعرهم وأشجانهم تجاه بلدهم عامله ازاى؟ ياترى وهمّا فى السما ووسط الملائكة شيفنّا وحاسين فعلا بالشباب اللى بيحبهم؟ ياترى شافوا التحية إلى أداها اللواء محسن الفنجرى على الشاشة أمام الملايين؟ ياترى شافوا اللوحة الكبيرة اللى اتعملت لهم فى ميدان التحرير والورد حولين صورهم؟ وكلنا كنّا بنشارك فى تنظيف اللوحة كل دقيقة عشان تكون نظيفة كما كانت أرواحهم؟ ياترى حسوا بجدران قلبي وهى بترتعش أثناء كتابة هذه السطور؟
نفسى أقول لخالد سعيد ولكل شهداء ثورة 25 يناير إن شباب مصر الشهداء بقلوبنا أحياء، ولو كنّا نملك أى شئ بجانب الدعاء نعطيه لكم ما كنّا ترددنا لحظة. أختم بقلمى، ولكن قلبي أبداً لن يختتم أشجانه لهم، بإن مهما عملنا علشان نرفع البلد دى للسما والسمو مش هنوفى تضحياتكم، ولا هنوفى دمعة فراق أسركم عليكم اللى كل ما تفتكر النصر، ينزلهم دمعة حزن وفرح فى وقت واحد...