القلمُ يصرخُ ألماً ، الحبر بعدما جف عاد مسرعاً। القلمُ يريدُ أن يكتب ما كتمه بداخله من بعد جرح كاد يقتله
. هكذا كانت بدايات كتابة هذه السطور بعنوانه الغريب. وقلما كان يروق لى مسك تلك الأداه لأكتب وأفرغ ما بداخلى ولكن مع هذه الأحداث
وتلك الأجواء وجدت أن القلم هو من ينادينى هذه المرة.
أودُ طرح سؤلاً لكل منكم ، ماذا تعنى كلمة مصر ؟ أو ماذا يمثل لكم علم مصر؟ أسمحوا لى أن أجيب عن هذا السؤال بناء على ما رأيته من تقارير على التلفاز ، هذا يجيب الإنتماء وهذه تجيب الحب والأرض وذلك يجيب بكل شئ ، يكفى أنه علم مصر! بالطبع ليس من هذا الكلام شئ جديد وكان فى هذا السياق يجيب كل منا قبل ويوم المبارة الفاصلة بين منتخبنا الوطنى وبين المنتخب الجزائرى فى السودان.
بعد الهزيمة التى كسرت قلوب المصريين ولله حكمة من وراء هذا ، تغيرت الأحوال وهذا وارد ولكن اليس وارداً أن أسمع مثل تلك الكلمات وأرى مثل تلك الأحداث! السؤال يعيد نفسه مرة أخرى ، هل ياترى آراء الناس تغيرت تجاه تلك الألوان ، الأحمر ، الأبيض والأسود ؟ أفضل الإجابة على السؤال بالشكل الواقعى الذى رأيته فى الشارع. ها هو ذاك المحل الكبير فى أحد شوراع الجيزة الرئيسي الذى كان يرفع علم مصر بطول المبنى بأكلمه قبل وأثناء المبارة ، وبعد الهزيمة مباشرة أختفى العلم والناس بدأت تخفى العلم فى حقائبها وكأنها تخفى منكراً. ليس هذا فحسب ، ترى ماذا سيكون رد فعلك إذا سمعت أو قيل لك أن أحد المصريين بعد المبارة خرج وهو يحيى الجزائر بنصرها ويلعنُ مصر؟! لولا الدراسة لذهبت إلى المطار لإستقبال هؤلاء الأبطال ، لأن تقيم الناس ليس من خلال النتائج ، بل لابد أن يكون من خلال الجهد والعمل ، و وقتها لن أعطيهم ((وردة)) واحدة بل أعطيهم كل ورود الدنيا بمختلف ألوانها وعبيرها الجذاب! هكذا قالت لى دكتورة لى "أنا فرمت الجهاز" أى أنها نسيت من عقلها تماماً الهزيمة ولم يبقى سوى أن نكز فيما هو قادم وليس فيما مضى.
من ضمن الأفعال التى رأيتها هنا فى الجامعة ، ذلك رجل الأمن الذى هز رأسه أسفاً بلى أى تعليق عندما سأله عامل النظافه "شوفت ماتش إمبارح؟!". "أنا عملت كده فى البلاى ستشين" هكذا قالها الطالب عندما رد على زملائه تعليقاً على قوة دفاع المنتجب الجزائرى ، لم يكن فى مقدورى وقتها سوى أن أبتسم!
رغم الهزيمة التى أصابتنا إلا أننى صممت أن أرتدى الأحمر وأذهب إلى الجامعة ومعى علم الحبيبة أم الكنانة (مـصـر) وأعلقه فى المدرج. وفى النهاية أود أن أختم بهذا الموقف الذى قتلنى على الرغم أنه من طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره ، قالت الأم "شارع الوفاء والأمل ياسطه" ، فرد عليها طفلها مفيش أمل! نزلت كلاماته على رأسى كالماء البارد فى الشتاء القارص! ظل يرددها كثيراً حتى نزل من المكروباس. لا يكفنى أن أقول وقتها ، كانت كلاماته مثل السكين التى تطعن كل ذرة أمل فى قلب كل شاب يحلم بغدٍ أفضل.
تجعلنى أبيات صلاح جاهين فى حالة شجن حينما قال:
باحبها وهي مالكـة الأرض شــــرق وغــــرب . :: . وباحبها وهي مرميه جريحة ف الحرب
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب . :: . وتلتفـــت تلاقينــي جنبهـــا في الكــــرب
كلماتٌ وسطورٌ كهذه ألمتنى كثيراً لكى أكتبها ولأننى أخشى عليكم من مثل هذا الألم فضلت أن أقول لكم "لا يسرنى أن تقرأوا مقالى!!"
. هكذا كانت بدايات كتابة هذه السطور بعنوانه الغريب. وقلما كان يروق لى مسك تلك الأداه لأكتب وأفرغ ما بداخلى ولكن مع هذه الأحداث
وتلك الأجواء وجدت أن القلم هو من ينادينى هذه المرة.
أودُ طرح سؤلاً لكل منكم ، ماذا تعنى كلمة مصر ؟ أو ماذا يمثل لكم علم مصر؟ أسمحوا لى أن أجيب عن هذا السؤال بناء على ما رأيته من تقارير على التلفاز ، هذا يجيب الإنتماء وهذه تجيب الحب والأرض وذلك يجيب بكل شئ ، يكفى أنه علم مصر! بالطبع ليس من هذا الكلام شئ جديد وكان فى هذا السياق يجيب كل منا قبل ويوم المبارة الفاصلة بين منتخبنا الوطنى وبين المنتخب الجزائرى فى السودان.
بعد الهزيمة التى كسرت قلوب المصريين ولله حكمة من وراء هذا ، تغيرت الأحوال وهذا وارد ولكن اليس وارداً أن أسمع مثل تلك الكلمات وأرى مثل تلك الأحداث! السؤال يعيد نفسه مرة أخرى ، هل ياترى آراء الناس تغيرت تجاه تلك الألوان ، الأحمر ، الأبيض والأسود ؟ أفضل الإجابة على السؤال بالشكل الواقعى الذى رأيته فى الشارع. ها هو ذاك المحل الكبير فى أحد شوراع الجيزة الرئيسي الذى كان يرفع علم مصر بطول المبنى بأكلمه قبل وأثناء المبارة ، وبعد الهزيمة مباشرة أختفى العلم والناس بدأت تخفى العلم فى حقائبها وكأنها تخفى منكراً. ليس هذا فحسب ، ترى ماذا سيكون رد فعلك إذا سمعت أو قيل لك أن أحد المصريين بعد المبارة خرج وهو يحيى الجزائر بنصرها ويلعنُ مصر؟! لولا الدراسة لذهبت إلى المطار لإستقبال هؤلاء الأبطال ، لأن تقيم الناس ليس من خلال النتائج ، بل لابد أن يكون من خلال الجهد والعمل ، و وقتها لن أعطيهم ((وردة)) واحدة بل أعطيهم كل ورود الدنيا بمختلف ألوانها وعبيرها الجذاب! هكذا قالت لى دكتورة لى "أنا فرمت الجهاز" أى أنها نسيت من عقلها تماماً الهزيمة ولم يبقى سوى أن نكز فيما هو قادم وليس فيما مضى.
من ضمن الأفعال التى رأيتها هنا فى الجامعة ، ذلك رجل الأمن الذى هز رأسه أسفاً بلى أى تعليق عندما سأله عامل النظافه "شوفت ماتش إمبارح؟!". "أنا عملت كده فى البلاى ستشين" هكذا قالها الطالب عندما رد على زملائه تعليقاً على قوة دفاع المنتجب الجزائرى ، لم يكن فى مقدورى وقتها سوى أن أبتسم!
رغم الهزيمة التى أصابتنا إلا أننى صممت أن أرتدى الأحمر وأذهب إلى الجامعة ومعى علم الحبيبة أم الكنانة (مـصـر) وأعلقه فى المدرج. وفى النهاية أود أن أختم بهذا الموقف الذى قتلنى على الرغم أنه من طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره ، قالت الأم "شارع الوفاء والأمل ياسطه" ، فرد عليها طفلها مفيش أمل! نزلت كلاماته على رأسى كالماء البارد فى الشتاء القارص! ظل يرددها كثيراً حتى نزل من المكروباس. لا يكفنى أن أقول وقتها ، كانت كلاماته مثل السكين التى تطعن كل ذرة أمل فى قلب كل شاب يحلم بغدٍ أفضل.
تجعلنى أبيات صلاح جاهين فى حالة شجن حينما قال:
باحبها وهي مالكـة الأرض شــــرق وغــــرب . :: . وباحبها وهي مرميه جريحة ف الحرب
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب . :: . وتلتفـــت تلاقينــي جنبهـــا في الكــــرب
كلماتٌ وسطورٌ كهذه ألمتنى كثيراً لكى أكتبها ولأننى أخشى عليكم من مثل هذا الألم فضلت أن أقول لكم "لا يسرنى أن تقرأوا مقالى!!"
ملحوظة: كتبت هذا المقال قبل إلتقاء الفريقين فى الأمم الإفريقية ، وبعد هذا الإنتصار الكاسح كان لابد كما كتبنا على أنفسنا التعزية ، أن نهنئ أنفسنا ، لذا مبروووووووك مجددا لكل قارئ ولكل الشعب المصرى.