شهور وهي تحارب ذاتها، تارة تنتصر وتارة أخرى تنهزم. تتجنب كل الأشخاص الذين تعرفهم والذين لا تعرفهم، تتقوقع داخل نفسها في زاوية صغيرة كل ليلة في غرفتها غالقة كل أبواب الأمل كما تغلق باب غرفتها بهدوء ويأس. مرت عدة أشهر وهي بتلك الحالة حتى صادفت في أحد الشوارع لوحة إعلان تحمل تاريخ 27 سبتمبر، حفلة لفرقتها المفضلة. مرت الأيام ببطء وهي تنتظر مجيء هذا اليوم. كان يومًا شديد الحرارة ورطوبة عالية ومع مرضها لم تستطع النزول، هاتفتها إحدى صديقاتها صدفة، وأجمل الأمور التي تحدث في حياتنا صدفة. قالت لها أنها كانت تنوي الذهاب لكنها تراجعت وقررت المكوث في المنزل، إلا أن صديقتها قالت لها لو تستطيع الذهاب فلتذهب حتى لا تشعر بالندم.
خلود تحمل روح الطفلة بداخلها على الرغم من تجاوزها الخامسة والعشرين
من العمر، قررت أن تعتمد على حظها، فقامت بعمل "حادي بادي" لعبتها
المفضلة في الطفولة للاختيار بين الأشياء حينما تحتار. وقع الحظ على الذهاب، فلم
تمر نص ساعة حتى تركت المنزل وذهبت في طريقها للحفلة.
تناست كل شيء في تلك الحفلة، الدنيا بمسؤوليتها وروحها العقيمة، الناس بمكرهم ذو الأوجه المتعددة، حتى نفسها التي بين أضلعها بتناقضاتها وصراعاتها، تناست كل شيء ولم يكن يشغل عقلها سوى الغناء وفمها يردد بصوت يكاد يسمع أغاني الفرقة. مرت الساعتين حتى عادت لعالمها المعتاد المليء بالضجة وإن كان صامتًا، إلا أنها تلك المرة لم تبالي، فكانت تلك الساعتين كفيلتين بتغيير مزاجها العام والذي على غير المعتاد استمر لعدة أيام، فلم تمتلك حينها نفسها من اتخاذ القرار في الذهاب مرة أخرى الشهر القادم لحضور حفلة أخرى.
تناست كل شيء في تلك الحفلة، الدنيا بمسؤوليتها وروحها العقيمة، الناس بمكرهم ذو الأوجه المتعددة، حتى نفسها التي بين أضلعها بتناقضاتها وصراعاتها، تناست كل شيء ولم يكن يشغل عقلها سوى الغناء وفمها يردد بصوت يكاد يسمع أغاني الفرقة. مرت الساعتين حتى عادت لعالمها المعتاد المليء بالضجة وإن كان صامتًا، إلا أنها تلك المرة لم تبالي، فكانت تلك الساعتين كفيلتين بتغيير مزاجها العام والذي على غير المعتاد استمر لعدة أيام، فلم تمتلك حينها نفسها من اتخاذ القرار في الذهاب مرة أخرى الشهر القادم لحضور حفلة أخرى.